قلت: وعليه أمنت الشاميون في الصلاة عليه في خليص بإشارة بعضهم، وكان روى عن خلق كثير، وقرأ وكتب، وتعب وأفاد مع الصدق والتواضع والإتقان، وكثرة المحاسن، ووقف جميع كتبه، وأوصى بثلثه، وحج خمس مرات رحمه الله.
في صفر منها هبت بجبل طرابلس ريح فيها سموم وعواصف على جبل عكا وسقط نجم اتصل نوره بالأرض برعد عظيم، وعلقت منه نار في أراضي الجون أحرقت أشجاراً، ويبست أثماراً، وأحرقت منازل، وكان ذلك آية عظيمة ونزلت من السماء نار بقرية الفيحة على قبة خشب أحرقتها وأحرقت ثلاثة بيوت. كل هذا صح واشتهر.
وفيها توفي بمصر الإمام العلامة الصالح المشهور، الخاشع المشكور أبو بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز مجد الدين السنكلومي من سنكلوم بالسين المهملة، والنون والكاف، واللام والواو، ثم الميم بلدة من أعمال الشرقية، وبعضهم يقول: السنكلوني بالنون قبل باء النسبة، الفقيه الشافعي، المفيد الورع. قدم القاهرة قريب بلوغه، أو بعد البلوغ، فأخذ الفقه عن الشيخ محيي الدين عبد الرحيم النشائي الفقيه، وكان أكثر اشتغاله واستفادته عليه، ثم اشتغل أيضاً على الإمام العلامة عز الدين بن عمر بن أحمد بن المدلجي وغيرهما، وكثر عن عز الدين المذكور، فأخذ عنه الفقه والنحو، وشيئاً من الأصول، وقرأ عليه الكافية لابن مالك في النحو، وقرأ الفصول لابن معطي على أبي البقاء خطيب القدس، وأخذ أصول الفقه، وشيئاً من علم البيان عن الشيخ علم الدين العراقي، وصنف عدة كتب في الفقه منها انتخابه لكافية النبيه، وشرح التنبيه للإمام نجم الدين بن الرفعة ست مجلدات، وسماه " تحفة النبيه في شرح التنبيه " في أربع مجلدات.
قلت وهذا الكتاب المذكور منتفع به مشكور متداول بين أهل العلم مشهور.
ومنها اللمح العارضة فيما وقع بين الرافعي والنووي من المعارضة في مجلد واحد.
ومنها شرح منهاج النووي في الفقه، ومنها شرح مختصر التبريزي في الفقه أيضاً، وابتدأ في شرح التعجيز مختصر الوجيز لابن يونس، وسماه الواضح الوجيز في شرح مختصر الوجيز، وبلغ نحواً من النصف، وسمع الحديث عن جماعة منهم الحافظ الدمياطي،