مدارس في دمشق، ومات بها - رحمه الله تعالى -.
وفيها مات ببغداد الإمام العلامة المتفنن نصير الدين عبد الله بن عمر الفاروقي الشيرازي الشافعي مدرس المستنصرية. قدم دمشق، وظهرت فضائله في العقليات.
قال الذهبي فيها عقد مجلس بالقصر، فاستتيب النجم ابن خلكان من العبارات القبيحة، ودعا ومبيحة الدم، وادعاء نبوة، فاختلف فيه الأمراء، ومال إلى الرفق به الشيخ برهان الدين فتاب.
وفيها مات بمكة في آخر العام الشيخ الكبير محمد بن أحمد بن أبي بكر الحراني القزاز، وكان كثير التلاوة، شهير الزهادة، وروى عن عبد الله ابن التجار وجماعة، وتفرد بالرواية، قال الذهبي: وكتبنا عنه.
وفيها مات بمصر رئيسها الصاحب تاج الدين محمد ابن الصاحب فخر الدين محمد بن الوزير بهاء الدين علي بن محمد بن حنا، حدث عن سبط السلفي، وكان محتشماً وسيماً شاعراً متمولاً من رجال الكمال.
وفيها مات بمكة شيخها الإمام القدوة الكبير العارف بالله، الشهير ذو المقامات العلية، والكرامات السنية، والأحوال الخارقة، والأنوار البارقة، والأنفاش الصادقة أبو عبد الله محمد بن حجاج بن إبراهيم الحضري الإشبيلي، المعروف بابن المطرف الأندلسي في رمضان عن نيف وتسعين سنة، وكان يطوف في اليوم والليلة خمسين أسبوعاً، وحمل نعشه صاحب مكة حميضة.
قلت: ومن كراماته العظيمة ما أخبرني به بعض أصحاب الشيخ الكبير أبي محمد اليشكري المغربي الذي لما مات قال الشيخ الكبير نجم الدين الأصبهاني: مات الفقير من الحجاز أنه لما عزم الشيخ أبو محمد المذكور على السفر من مكة لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء إلى الشيخ أبي عبد الله ابن مطرف المذكور مودعاً فقيل له: عزمت، قال: نعم قال: بلغني أن لفقير ما فيه ماء، وستلقون شدة، ثم تغاثون، قال الراوي فسافرت مع رابع أربعة، فلما بلغنا الفقير وجدناه كما ذكر يعني فقيراً من الماء.
وذكر أنهم قدموا إلى طرف البرامين، واشتد عليهم الحر، ولم يكن معهم من الماء إلا شيء يسير، فذهب أحدهم ليشرب، فقال له الشيخ أبو محمد: إن شربته مت، ولكن بل حلقك. قال: ثم قاسينا شدة من شدة الحر، وشدة العطش، ولم نجد ظلاً نستظل له، فقال