وصنف له شرحاً في عشر مجلدات، قيل: وكان منقطع القرين عديم النظير علماً وفضلاً وجلالة، وقد جمع المحدث نجم اللين إسماعيل بن الخباز له سيرة في مائة وخمسين جزءاً لكن ثلاثة أرباعها لا تعلق له بترجمته الأعلى سبيل الاستطراد.

وفيها توفي العماد الموصلي أبو الحسن بن يعقوب المقرئ الشافعي، انتهت إليه رياسة الإقراء، وكان فصيحاً مفوهاً فقيهاً مناظراً. كرر على الوجيز للغزالي.

وفيها توفي الرشيد الصدر الأوحد المحيي ابن القلانسي أبو الفضل يحيى بن علي التميمي الدمشقي المقدسي.

وفيها توفي المفتي شمس الدين أحمد الشافعي، مدرس الشامية، ولي نيابة القضاء عن ابن الصائغ، وكان بارعاً في المذهب. متين الديانة خيراً ورعاً رحمه الله.

سنة ثلاث وثمانين وست مائة

في شعبان كانت الزيادة الهائلة بدمشق بالليل هكذا هو الزيادة في الأصل الذي وقفت عليه من الذهبي، وما يظهر لي معنى صحيح، ولعله الزلزلة، والله أعلم، فخربت البيوت وانطمت الأنهار.

وفيها توفي ابن المنير الإمام العلامة ناصر الدين أحمد بن محمد الجذامي الاسكندراني المالكي قاضي الإسكندرية وفاضلها في الفقه والأصول والعربية والبلاغة، وصنف التصانيف.

وفيها توفي ابن البارزي قاضى القضاة، وابن قاضيها، وأبو قاضيها نجم الدين عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله الجهني، الشافعي، كان بصيراً في الفقه والأصول والكلام والأدب، وله شعر بديع، وديانة متينة، وصدق وتواضع، توفي بتبوك في ذي القعدة، فحمل إلى المدينة الشريفة.

وفيها توفي عيسى بن مهنا ملك العرب بالشام، ورئيس أهل الفضل؛ كانت له المنزلة العالية عند السلطان، وصيت شائع في البلدان قلت: ومن صيته الشهير والتفخيم له والتعظيم ما وقع له من بعض قومه في بعض الأيام، وفلك أتي كنت يوماً ماراً إلى القرافة، فلما بلغت تحت قلعة السلطان، رأيت جماعة كثيرين مجتمعين على شيء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015