الأخطار، فقيل له: في ذلك في وقت فقال: استحضرت عظمة الله، وكان السلطان في عيني أصغرأوقال: أحقرمن كذاوكذاوأنكر رضي الله تعالى عنه صلاة الرغائب، والنصف من شعبان.
قلت: وقع بينه وبين شيخ دارالحديث الإمام أبي عمرو بن الصلاح رحمه الله في ذلك منازعات ومحاربات شديدات، وصنف كل واحد منهما في الرد على الآخر، واستصوب المتشرعون المحققون مذهب الإمام ابن عبد السلام في ذلك، وشهدوا له بالبروز بالحق الصواب في تلك الحروب والضراب، وكأن ظهور ثوابه في ذلك جديرًابماأنشده في عقيدته في الاستشهاد على ظهور الحق:
لقدظهرت فلاتخفىعلى أحد ... إلاعلىأكمه لايعرف القمر
إذ لم يرو في ذلك عن جهة السنة ما يقتضي فعل ذلك، وإن كان قد ظهر لهما شعار في الأمصار، وصلاهماالعلماء الأحبار والأولياء الأخيار، وأدركت ذلك في الحرمين الشريفين حتى تكرر الإنكار في ذلك، واشتهر بين الناس مقال الإمام المؤيد الموفق للذب عن السنة، وتحرير الصواب، الحبر المحدث الخاشع الأواب محيي الدين النواوي رحمة الله عليه في صلاة الرغائب قاتل الله واضعهمامع أنهما إلى هذا الزمن يصليهما أهل اليمن، لعمري إنهما لو فعلا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لاستفاض ذلك، اشتهر كما اشتهر ما هو أخفى من ذلك في الخبر، وإذ لم يرد فعل ذلك، وما تضمنه من شعار كان ذلك بدعة ينبغي فيها الإنكار، وليس الحسن الظن مدخل في احداث شعار لم يكن في الإسلام مع قوله عليه أفضل الصلاة والسلام: " من حدث في أمرنا هنا ما ليس منه، فهورد " وقوله: " كل محدث بدعة، وكل بدعة ضلالة نعم لو صلاهما إنسان وحده مع اعتقاه أنهما ليستا بسنة لم أربذلك بأساً " والله أعلم.
وأما ما احتج به بعض الناس من قوله تعالى: " أرأيت الني ينهى عبدًا إذا صلى " سورة العلق:، فهو احتجاج باطل فإن الآية الكريمة نزلت في قضية أبي جهل، ونهيه للنبي عليه السلام، عن الصلاة ومنعه له بزعمه منها، فمنعه الله عن ذلك المرام بما أراه مايهول من الآيات العظام.
ولما سلم الملك الصالح إسماعيل ابن الملك العادل صفدقلعة في بلاد الشام. ساء ذلك المسلمين، ونال منه الشيخ الإمام عزالدين على المنبر، ولم يدع له في الخطبة