إربل، فما بالوا وساقوا إلى بلاد الموصل، فقتلوا أو سبوا، فاهتم المستنصر بالله وأنفق الأموال، فرجعوا.
وفيها غزا الكامل الفرات، واستعاد حران، وخرب قلعة الرها، وهرب منه نواب صاحب الروم، ثم كر إلى الشام خوفًا من التتار، فإنهم وصلوا إلى سنجار، ثم حسده صاحب الروم، ونازل حران، وتعب أهلها بين الملكين.
وفيها توفي الحافظ العلامة اللغوي أبو الخطاب عمر بن الحسن الكلبي الداني الأندلسي المعروف بابن دحية، سمع الحديث، وجال في مدن الأندلس، وحج ودخل العراق، وسمع مسند أحمد، وبأصبهان معجم الطبراني، وبنيسابور صحيح مسلم بعلو بعد أن كان قد حدث به في المغرب بالإسناد الأندلسي النازل، وكان يقول: إنه حفظه كله، وضعفه جماعة، وله تصانيف غرائب.
قلت: وتنقصه الذهبي، فقال: وقد أنفق على الملك الكامل، وجعله شيخ دار الحديث بالقاهرة، وقاضي القضاة بالقاهرة.
ومدحه ابن خلكان فقال: كان من أعيان العلماء، ومشاهير الفضلاء متقنًا لعلم الحديث وما يتعلق به، عارفًا بالنحو واللغة وأيام العرب وأشعارها، فانظر ما بين هذين الوصفين من المضادة ممن يذم السامع عقيدته، وممن يحمد اعتقاده مع كمال فضيلة المادح في العلوم، وتصويب العارف بانتقاده.
وفيها توفي نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجبلي، سمع من شهدة وطبقتها، ودرس وأفتى وناظر، وولي القضاء سنة ثلاث وعشرين، ثم عزل بعد أشهر، وكان لطيفاً ظريفًا، متين الديانة، كثير التواضع، متجربًا في القضاء، قوي النفس في الحق مع عدم التكلف والمحابات.
وفيها توفيت الشيخة الصالحة الصوفية زهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر، روت عن يحيى بن ثابت وغيره.