المعظم، واتفق معه أنه يعينه على أخيه الملك الأشرف لفساد حدث بهما، وفيها استولى لؤلؤ على الموصل، وخنق محمودين القاهر، وزعم أنه مات.
وفيها عادت التتار إلى أن وصلوا إلى الري، وكان ممن سلم من أهلها وتراجعوا إليها وما شعروا إلا بالتتار، وقد أحاطوا بهم، فقتلوا وسبوا، ثم ساروا إلى ساوة، ففعلوا بأهلها كذلك، ثم كذلك قاشان، ثم عطفوا إلى همدان فأبادوا من بقي بها، ثم ساروا إلى تبريز، فوقع بينهم وبين الخوارزمية مصاف.
وفيها توفي القاضي الأسعد أبو البركات عبد القوي ابن القاضي عبد العزيز التميمي السعدي المصري المالكي وعبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن سلطان المغرب ولي الأمر في العام الماضي، فلم يدار أمراء الموحدين، فخلعوا وحنقوا، وكانت لايته تسعة أشهر، وفي أيامه استولى على مملكة الأندلس ابن أخيه عبد الله بن يعقوب الملقب بالعادل، والتقى الفرنج، فهزموا جيشه، فقصدوا مراكش بأسوء حال، فقبضوا عليه وتملك الأندلس أخوه ادريس مدة، وخرج عليه محمد بن يوسف بن هود الجذامي، ودعا إلى بني العباس، فمال الناس إليه، فهرب إدريس بعسكره إلى مراكش، فالتقاه صاحبها يومئذ يحيى بن يعقوب بن يوسف، فهزم يحيى.
وفيها توفي الشيخ العارف صاحب الأسرار والمعارف والأحوال والأنوار أبو الحسن علي المعروف بالفريثي بالفاء والراء والمثناة من تحت، ثم المثلثة. قال الذهبي: كان صاحب حال، وكشف، وعبادة، وصدق، وأصحاب بسفح قاسيون قلت: وهو الذي حكي عنه في مناقب الشيخ عبد القادر أنه قال: رأيت أربعة من المشائخ يتصرفون في قبوركم كتصرف الأحياء، الشيخ عبد القادر، والشيخ معروفًا الكرخي، والشيخ عقيلاً المنبجي، والشيخ حياة بن قيس الحراني رضي الله تعالى عن الجميع ونفعنا بهم.
وفيها توفي شيخ المالكية أبو الحسن محمد بن محمد بن سعيد الأنصاري الإشبيلي، كان من كبار المتعصبين للمذهب، فأوذي من جهة بني عبد المؤمن لما أبطلوا القياس، وألزموا الناس الأخذ بالأثر والظاهر، وقد صنف كتاب المعلى والرد على المحلى لابن حزم.
فيها جاء جلال الدين بن خوارزم شاه، فوضع السيف في دقوقاوأحرقها، وعزم