لما تحيي من تحيي بريقها ... كأن مزاج الراح بالمسك في فيها

وما ذقت فيها غير أني رويته ... عن الثقة المسواك، وهو موافيها

هذا المعنى قد سار في كثير من أشعار المتقدمين والمتأخرين، فمن ذلك قول بشار من جملة أبيات:

يا أطيب الناس ريقًا غير مختبر ... إلا شهادة أطراف المساويك

وقول آخر:

وأخبرني أترابها أن ريقها ... على ما حكى عودًا لأراك لذيذ

وكان مدرسًا ونائبًا في الحكم.

وفيها توفي الشيخ أبو الحسن بن أبي بكر الهروي، طاف البلاد وأكثر الزيارات حتى كاد يطبق الأرض بالدورات برًا وبحرًا وسهلاً ووعرًا، وكان له فضيلة ومعرفة بعلم السيمياء وبه تقدم عند الملك الطاهر عند السلطان صلاح الدين صاحب حلب، وكان كثير الرعاية له، وبنى مدرسة بظاهر حلب.

قال ابن خلكان: رأيت فيها بيتين مكتوبين بخط حسن كتابة رجل فاضل نزل هناك قاصدًا للديار المصرية. وهما.

رحم الله من دعا لأناس ... نزلوا ههنا يريدون مصر

نزلوا والخدود بيض، فلما ... أزف البين عدن بالدمع حمرا

وللهروي المذكور مصنفات منها كتاب الإشارات في معرفة الزيارات وكتاب الخطب الهروية وغير ذلك.

سنة اثنتي عشر وست ومائة

فيها سار الملك المسعود ابن السلطان الملك الكامل من الديار المصرية عندما بلغه موت صاحب البحرين سيف الإسلام، فاستولى على إقليم اليمن بغير حرب.

وفيها استولى خوارزم شاه على غزنة، وهرب ملكها إلى نهاوند، ثم جمع وحشد، والتقى صاحب غزنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015