النحو واللغة والحديث، وكان واسع الرواية، وكان أبدا يتعصب لأبي العلاء المعري ويطرب إذا قرىء عليه شعره للجامع بينهما من العمى والأدب..

قال ابن خلكان: وحكى بعض من أخذ عنه أنه لما كان ببلده كان جيرانه ومعارفه يسمونه مكيك تصغير مكي، فلما ارتحل واشتغل وحصل اشتاقت نفسه إلى وطنه، فعاد إليه، فتسامع به من بقي ممن كان يعرفه، فزاروه وفرحوا به لكونه فاضلأ من أهل بلدهم، وبات تلك الليلة، فلما كان سحر خرج إلى الحمام فسمع امرأة في غرفتها تقول لأخرى: ما تدرين من جاء؟ فقالت: لا، فقالت: مكيك ابن فلانة، فقال: والله لا أقعدن في بلد. أدعى فيها مكيك، فسافر من غير تربث، وعاد إلى الموصل، ثم سافر إلى الشام لزيارة بيت المقدس.

سنة أربع وست مائة

فيها تملك الملك الأوحد أيوب بن العادل مدينة خلاط.

وفيها توفي أبو العباس الرعيني أحمد بن محمد الإشبيلي المقري، وكان من الأدب والزهد بمكان.

وفيها توفي ابن الساعاتي علي بن محمد الشاعر الملفق صاحب ديوان الشعر.

وفيها توفي أبو ذر مصعب بن محمد الجياني النحوي اللغوي صاحب التصانيف، وحامل لواء العربية في الأندلس، ولي خطابة إشبيلية مدة، ثم قضاء جيان، ثم تحول إلى فاس، بعد صيته، وسارت الركبان بتصانيفه.

سنة خمس وست مائة

فيها توفي الملك سنجر شاه ابن غازي قتلة ابنه غازي وحلفوا له ثم وثب عليه من الغد خواص أبيه وقتلوه، وملكوا أخاه الملك المعظم، وكان سنجر سيىء السيرة ظلومًا وفيها توفي المحدث العالم محمد بن المبارك البغدادي. وفيها توفي أبو الجود غياث بن فارس اللخمي مقري الديار المصرية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015