وفيها توفي السلطان أبو المظفر محمد شهاب الدين الغوري صاحب غزنة قتلته الإسماعيلية بعد قفوله من غزو الهند، وكان ملكًا جليلاً مجاهدًا، واسع المملكة حسن السيرة، وهو الذي حضر عنده الإمام فخر الدين الرازي، فوعظه وقال: يا سلطان العالم لا سطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقى، فانتحب السلطان باكياً.
وفيها توفي أبو العز عبد الباقي بن عثمان الهمداني الصوفي، وكان ذا علم وصلاح.
وفيها توفي أبو يعلى حمزة بن علي بن حمزة البغدادي، كان خيراً زاهداً بصيراً بالقراءات، حاذقا فيها.
فيها وقعت حروب خراسان، قوي فيها ملك خوارزم شاه، واتسع وافتتح بلخ غيرها، ونازلت الفرنج حمص، فصار إليهم المبارز وحاربهم.
وفيها توفي الحافظ الثقة عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلي أسمعه أبوه من أبي الفضل الأرموي وطبقته، ثم سمع هو بنفسه، قيل: لم ير مثله في وقته في يقظة وتجربة.
وفيها توفي داود بن محمد بن محمود الأصبهاني وفيها توفي الحافظ أبو الحسن علي ابن فاضل الصوري المصري، كتب الكثير، واكثر عن السلفي سمع بمصر من الشريف الخطيب، وقرأ القراءات على الغافقي.
وفيها توفي محمد بن معمر القرشي الأصبهاني، سمع من خلق كثير، وكان عارفًا بمذهب الشافعي، وبالعربية والحديث، قوي المشاركة، محتشمًا ظريفًا وافر الجاه.
وفيها توفي أبو الحزم الإمام العلامة ضياء الدين محمد الموصلي المقري النحوي الضرير، صاحب ابن الخشاب، برع في القراءات والعربية واللغة وغير ذلك، وذكره أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل فقال: هو جامع فنون الأدب، وحجة كلام العرب، والمجمع على دينه وعقله، والمتفق على علمه وفضله رحل إلى بغداد، ولقى بها مشائخ