(انهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدا *وَنَرَاهُ قَرِيبا) (المعارج: 6 - 7). أي نعلمه.
والقسم الأول من الرؤية قد يراد به أيضا النصر والتأييد مثل قوله تعالى: (لا تَخَافَا إنني مَعَكُمَا أسْمَعُ وَأرَى) (طه: الاية46). وقد يراد به أيضا التهديد كقوله تعالى: (الَمْ يَعْلَمْ بأن اللَّهَ يَرَى) (العلق: 14).
معنى هذه الكلمات الثلاثة متقارب وهو: التوصل بالأسباب الخفية إلى الانتقام من العدو.
ولا يجوز وصف الله بها وصفا مطلقاً بل مقيداً؛ لأنه عند الإطلاق تحتمل المدح والذم، والله سبحانه منزه عن الوصف بما يحتمل الذم، وأما عند التقييد بأن يوصف الله بها على وجه تكون مدحا لا يحتمل الذم دالاً على علمه وقدرته وقوته، فهذا جائز؛ لأنه يدل على كمال الله.
والدليل على اتصاف الله تعالى بهذه الصفات قوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: الاية30). وقوله تعالى: (إنهم يَكِيدُونَ كَيْدا * وأكيد كَيْدا) (الطارق: 15 - 16). وقوله تعالى: (وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)