المظلم المناسب، فنجد (قاعة الأسرار اليهودية)، وتليها (مخابر السموم السيكولوجية).

والواقع أن هذا الكتاب يتطلب عددا أعظم من الأبواب لتقديم، ولو بصورة غامضة، الانطباع الحقيقي الذي أحسه فعلا باستحضار تجربتي ولو بطريقة جد موجزة خصوصا بعد نهاية دراستي. غير أن لدي الكثير من الأشياء لا تكفي حياة للحديث عنها، خاصة وأن الأمر يتعلق بإعطاء لكل شيء معنى إنسانيا حقيقيا في تأثيره على الجسد والروح والذكاء والقلب عند مخلوق أدمي. هل يمكنني أن أصف، كما ينبغي، إحساسي في ليلية 28 من جويلية 1947، وكنت حينها واقفا أمام نافذتي وضوء الغرفة منطفئ، وقد اعتراني الشعور بأنها المرة الأخيرة التي أرى فيها نجوم السماء، إذ كان من المنتظر توقيفي مرة أخرى، وكنت عازما: على الدفاع عن ضميري بتقديم حياتي فداء له. هل يمكن للقارئ المنتمي إلى (الأهالي) أن يفهمني عندما ألخص له هذا الشعور الذي عبرت عنه أمام الشباك في الليلة الثالثة عشر من شهر رمضان: (وآسفاه، لم تتحرك أية نجمة من نجوم السماء وتهرع لنجدتي؟)

هل يستطيع القارئ المنتمي للأهالي من سكان المستعمرات أن يدرك معنى النظرة الهادئة والثاقبة لصبي في الخامسة من عمره لم يتسن له أن يضع قطعة خبز في بطنه الخاوية قبل أن يذهب للنوم؟ وهل يمكنه أن يعي مدى وقعها على النفس، بكل ما لعبارة نفس من معنى وأبعاد؟ كانت هذه النظرة من عبد الحميد، ابن أختي الصغير،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015