كان الانشغال منصبا في المفهوم الاستعماري على المخطط المعد للجزائر المثير للقلق أصلا ولم يلتفت للمخطط المخصص للهند الصينية. ومهما يكن من أمر فقد أدركت من الوهلة الأولى للقائي بالمدير أني سأصبح حائزا على لقبـ (طالب سابق) للمدرسة الخاصة للميكانيكا والكهرباء لكن دون شهادة موقعة من طرف نائب كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والتقني.

كانت الضربة قاسية. فقد تم المساس بكبريائي الشرعى وبمصالحي المادية بعد ما أجلت سفري حتى أتسلح بشهادة رسمية، كوثيقة ضمان.

ثم أني أحسب أن والدي دفع ما يكفي من تضحيات إلى درجة أني ظننت أن من الواجب أن استغني عن مساعدته، وكنت أصرف من المبلغ الذي خصصته أنا وزوجتي لسفرنا وإقامتنا بالحجاز.

طرحت مشكلة مواجهة أعباء الحياة فجأة علي وعلى زوجتي بطريقة لم تكن في الحسبان، فعدنا إلى درو.

يجب أن أقول أني قمت بمسعى لدى الحكومة الإيطالية ملتمسا التدريب في مصنع للمصابيح الكهربائية. فعلى عادتي ودون أن أضيع دقيقة واحدة، قمت بهذا المسعى قبل الانتهاء من الامتحانات. وقد استخلصت من الرد السلبي أن (مهندسا من الأهالي) غير مرغوب فيه سيان في روما كما في باريس.

كانت الأحداث في الجزائر تتسارع , عاد وفد المؤتمر الإسلامي لعرض نتائح مهمته. وعاد (العلماء) أيضا، وما كان لهم أن يقوموا بصفة رسمية بهذه الزيارة، وأكثر من ذلك ما كان لهم أن ينضووا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015