- ياستار! ... ماذا سيقول (علي بن أحمد)؟ ياستار الفضيحة.

فأعطيت له الكلمة، فقام بجنب (مسينيون) وولى إليه وجهه وقال:

- أيها الأستاذ إنك كذبت عندما قلت ... وقلت ...

فسالت قطرات عرق على جبيني، وكرر (حمودة)، واهتزت القاعة وهاجت، وصرخت:

- أخرجوه! .. أخرجوه! ..

فاتكأ (صالح) عليّ وقال لي:

- ارتق كيفما استطعت ... يا صدّيق ... ارتق! ..

فطلبت الكلمة متعمداً التواضع في كل حركة وكل كلمة، كأنني ألعب في مسرحية دور المتواضع، فكانت كلماتي البلسم الذي هدأ أعصاب الحاضرين، ولكنني لا أعتقد أنها كانت بلسماً على أعصاب (مسينيون)، فلا أدري حين انقلب من محاضرته على أينا كان أكثر حقداً على (علي بن أحمد) أم عليّ أنا؟

وبدأ الصيف يحط رحاله في البساتين والحقول، حول قرية (بروويه) الهادئة، وبدأت أشعة شمسه توقد النيران في العالم أو تزيد في وقودها.

استبطأ موسوليني الجنرال (باودوليو)، فعوضه بصقر الجيش الإيطالي (غرازياني).

فلوحت عصبة الأمم من جنيف بإنذار، فترك الوفد الإيطالي مقاعده، وأوصد وراءه الأبواب بعنف.

فهددت لندن بغلق قناة السويس، فرد موسوليني بالمثل وتوعد أنه سيغرق باخرة مشحونة بالإسمنت في مجرى القناة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015