قصيرة وتحتوي على العبارات التالية: ((تعالوا اطلبوا الأمان واستسلموا سريا سنبعثكم إلى فرسا)). كان هذا هو العرض الوحيد الذي قدم لي، ولم أكن قادرا على قبوله فأجبت بالرفض. وبعد ذلك بثلاثة أيام جاءني شخصان آخران هما ابن العطار من قسنطينة والحاج الباي من عنابة. فرددا علي نفس العبارات مضيفين بأن أيدي فرنسا ممتدة إلى جميع الأنحاء وأن لا مفر من الاستسلام بدون شرط. (?) وفي هذه المرة أضافا بأن الفرنسيين سيعاملونني بالإكرام الذي تتسم به هذه الأمة العظيمة، فأجبت بأنني: ((أريد أن أستسلم، ولكن لا أحب أن يفرض علي الذهاب إلى فرنسا، يجب أن يترك لي الأمر في أن أتوجه إلى بلد إسلامي أو إلى بيت الله)). وعندما أبديت هذه الرغبة قال لي بوعزيز: ((ماذا تفعل أتريد أن تنكث عهدا ضربته على نفسك ? ألم تقل أنك ستصطحبنا إلى الصحراء؟ فلا تقبل هذا الاقتراح، إذن. وضرب الله مرة أخرى، على بصري غشاوة فأجبت المرسلين بالرفض المطلق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015