بوجو)). (?) وكانت إجابتي كالآتي: ((الآن عرفت خبث نفسك أيها اليهودي ألا تعلم أن هؤلاء الذين تريد القضاء عليهم هم ريش أجنحتي، وأطراف جسدي وإذا قطعت
رؤسهم، فكيف أستطيع السير بعد ذلك)). ولم أتغلب على غضبي إلا بصعوبة كبيرة، ولو أنه لم يكن محصنا بامتيازات الرسول لعاقبته عقابا شديدا على كلامه هذا.
ومما لا شك فيه أنه حرف إجابتي عندما رجع إلى المعسكر الفرنسي، وأن المعاملة التي تعرض إليها نتيجة اقتراحاته قد كونت لديه رغبة في الانتقام لكرامته ولاطمئن من هذه الناحية، ولأبذل مجهودا أخيرا من أجل المصالحة، أرسلت إلى معسكر الفرنيين كاتبي ومعه اثنان من المخازنية (?) وقد حملته رسالة جددت فيها اقتراحاتي الأولى. وظل الرسل غائبين مدة ليلتين ونهار، لكن الجنرال لم يتأثر ولم يدخل أي تغيير على الشروط.