الضغط على المسلمين ولا يتيحوا لهم أي فرصة للنهوض. أو -على وجه التحديد- لا يتيحوا لهم أي فرصة للرجوع إلى حقيقة الإسلام التي فقدوها بعملية "التغريب"!
ودعوى الإنسانية من أسلحة الحرب الموجهة ضد روح الجهاد عند المسلمين.
يا أخي! لقد تغيرت الدنيا! لا تتكلم عن الجهاد! أو إن كنت لا بد فاعلا فتكلم عن الجهاد الدفاعي فحسب! ولا تتكلم عنه إلا في أضيق الحدود! فهذا الذي يتناسب اليوم مع "الإنسانية المتحضرة"! لقد كانت للجهاد ظروف تاريخية وانقضت! أما اليوم فقد أصبحت الإنسانية أسرة واحدة! وهناك قانون دولي وهيئات دولية تنظر في حقك وتحل قضاياك بالطرق "الدبلوماسية"! فإذا فشلت تلك الهيئات في رد حقك المغتصب فعندئذ لك أن تقاتل دون حقك ولكن لا تسمه جهادًا. فالجهاد قد مضى وقته! إنما سمه دفاعا عن حقوقك المشروعة!!
أما نشر الدعوة فإياك أن تتحدث فيه عن الجهاد! هناك اليوم وسائل "إنسانية" لنشر الدعوة فاسلكها إن شئت.. هناك الكتاب والمذياع والتلفاز والمحاضرة والدرس.. إياك إياك أن تتحدث عن الجهاد فتكون مضغة في أفواه المتحضرين!
ولا نقول لهؤلاء: أين هي الهيئات الدولية في قضية فلسطين؟ وفي قضية الفلبين؟ وفي قضية كشمير، وفي قضية أفغانستان؟ وفي كل قضية كان المسلمون طرفا فيها؟ أين هي الحقوق التي ترد بالطرق الدولة أو العدوان الذي يصد؟!
ولا نقول لهم: ما قيمة هذه الهيئات الدولية والقانون الدولي وكل الإجراءات الدولية. إذا كان هذا القانون يعترف رسميا بأن هناك جبابرة خمسة في الأرض لهم الحق -الشرعي!! - أن يوقفوا أي إجراء لا يوافق أهواءهم ومطامعم العدوانية -مهما يكن عادلا في ذاته- عن طريق "الفيتو" "حق الاعتراض"؟!
لا نقول لهم ذلك؛ لأنه لا فائدة من جدالهم! إنما نقول لهم إن إسرائيل تضرب بقرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن عرض الحائط، وتعلن في تبجح -وهي المعتدية دائما- أنها لن تخضع لهذه القرارات ولن تلتزم بها،