على نفقتهم الخاصة، تظل الدولة تفرض عليها من الضرائب ما يثقل كاهلهم حتى يغلقوها1 ويحرم عليهم أن يتلقوا أي معونات من المسلمين من الخارج2 وإلى عهد غير بعيد كان المسلم الذي يستدين من مسيحي حبشي ويعجز عن وفاء دينه يسترق لدائنه! ووقف هيلاسلاسي عام 1962 في هيئة الأمم فالقى خطابا "ضافيا" أعلن فيه أنه في خلال اثني عشر عاما لن يكون في الحبشة إلا دين واحد! ولم يرتفع صوت واحد في تلك "المؤسسة الإنسانية" يستنكر ذلك التصريح!
والفلبين كانت ذات يوم أرضا إسلامية فغزاها الصليبيون3 وحكموها قهرا عن أصحابها، فيكف عاملوا المسلمين فيها؟
لقد ظلوا يطاردونهم ويخرجونهم من أرضهم وديارهم وأموالهم حتى حصروهم في قطاع من أصل أرضهم, ثم سموهم "متمردين" فاستباحوا لأنفسهم قتلهم، وقتالهم وتحريق مزارعهم، بل تحريقهم هم أنفسهم شفاء للحقد الصليبي المتأصل في نفوسهم، ولا يتحرك واحد في الأرض كلها ليرد البلاء عن المسلمين، ويكف عدوان المعتدين.
والهند حكمها المسلمون ثمانية قرون فلم يكرهوا أهلها على الإسلام، ولم يضطهدوهم وهم يعبدون البقر ويعبدون الأوثان، فلما حكمها الهنود فانظر كيف يعاملون المسلمين:
لا تنقطع أخبار "الشغب" كما تسميه الدولة والصحافة ... وخلاصتها أن يهجم الهندوس على القرى الإسلامية فيحروقها على أصحابها ويقتلوا منها من تطوله أيديهم.. فيحتج المسلمون، ويخرجون لرد العدوان فتعتقلهم الشرطة بتهمة إثارة الشغب وتودعهم في السجون! هذا وحكومة الهند حكومة "علمانية" أي: إنها لا تقيم حكمها على الدين، ولا تتعرض لأصحاب الدين! ومن سنوات غير بعيدة صرح نهرو تصريحا عجبا قال فيه إن تقرير المصير حق لكل الناس. إلا في كشمير!! ولم يستنكر ذلك أحد في العالمين!