صريحة، ويعتبر مقصرا إذا لم يقم بها.
وهناك خمسة مجالات رئيسية يدعى العقل للعمل فيها في ظلا لإسلام:
أولا: تدبر آيات الله في الكون للتعرف على قدرة الله المعجزة، وتفرده بالخلق والتدبير والهيمنة والسلطان، بما يؤدي إلى إخلاص العبادة له وحده سبحانه، وطاعته فيما أمر به وما نهى عنه.
ثانيا: تدبر آيات الله في الكون للتعرف على السنن الكونية التي يجري بها قدر الله في الكون، لتحقيق التسخير الرباني لما في السموات وما في الأرض للإنسان، من أجل تعمير الأرض والقيام بالخلافة بها.
ثالثا: تدبر حكمة التشريع الرباني لإحسان تطبيقه على الوجه الأكمل، والاجتهاد فيما أذن الله فيه بالاجتهاد.
رابعا: تدبر السنن الربانية التي تجري الأمور بمقتضاها في حياة البشر، لإقامة المجتمع الإيماني الراشد الذي يريده الله.
خامسا: تدبر التاريخ.
ولنقل كلمة موجزة عن كل مجال من هذه المجالات:
أولا: في قضية الإيمان -كما أسلفنا- يخاطب الإسلام الإنسان كله، بكل جانب من جوانبه، ويركز على الجانب الوجداني؛ لأن العقيدة دائما تخاطب الوجدان وتحيى فيه وتتحرك به، ولكنه يخاطب العقل كذلك في ذات الوقت، ويستنهضه للتفكر والتدبر والتأمل، لتتآزر جوانب الإنسان كلها للوصول إلى الحقيقة، حقيقة الألوهية، وما يترتب على معرفتها من التزامات في كل مجالات الحياة والشعور والفكر والسلوك.
يخاطبه ليتدبر في آيات الخلق.. خلق الكون وخلق الإنسان.. هل من خالق غير الله؟
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ، أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ} 1.
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ