هل يمنحهم تصورا للكون والحياة والإنسان غير التصور المادي الذي تقدمه العلمانية الجاهلية؟

لو سألت أولئك الخارجين من سماع الموعظة يوم الأحد عن رأيهم الديني في التعاملات الاقتصادية الربوية التي تقوم عليها حياتهم فهل تجد عند أحد منهم تحريما لها أو استنكارا لقيامها؟ أم يقول لك قائلهم: هذه مسألة اقتصادية, ما علاقة الدين بالاقتصاد؟!

ولو سألت أحدا منهم: ما رأيك في كذب الساسة بضعهم على بعض في السياسة الدولية، وعلى شعوبهم في السياسة الداخلية؟ وما رأيك في الالتزام الحزبي الذي يلزم صاحبه بالمعارضة أو التأييد حسب وضع حزبه من السلطة؟ وما رأيك فيما تكتبه الصحافة السياسية بقصد التشويش على الحقائق لا بقصد إظهار الحق؟ ألا يقول لك على الفور إن هذه مسائل سياسية.. ولا دخل للدين بالسياسة؟!

ولو سألت فتاة وصديقها الخارجين من "الصلاة" ما قولكمها في العلاقة القائمة بينكما؟ أليس الدين يحرمها؟ ألا يقولان لك إن الدين مسألة اعتقادية ولا علاقة له بالعلاقات الاجتماعية؟! إن لم يقولا لك -كما يقول الكثيرون والكثيرات- إن الجنس مسألة بيولوجية بحتة لا علاقة لها بالدين ولا علاقة لها بالأخلاق؟!

كلا! ما يزيد "الدين" في ظل العلمانية على أن يكون مجرد وجدانات حائرة لا تلبث أن تتبدد وتضيع في الدوامة العاتية المعادية لكل ما يأتي من عند الله!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015