معينة هي في أصلها الأمانة المؤداة إلى الله.. فحفلت وسائل الإعلام جميعا من أول الكتاب إلى التلفزيون، مرورا بالصحيفة والمسرح والسينما والإذاعة، بكل صنوف التضليل والكذب والخداع والغش وإفساد العقيدة وإفساد الأخلاق.
ثم أزيحت من مجال العلاقات الجنسية بصفة خاصة -وهي أدق مجالات الأخلاق- فقيل إن الجنس مسألة "بيولوجية" لا علاقة لها بالأخلاق! أي: مسألة ذكر وأثنى يجري بينهما ما يجري بين الذكر والأنثى.. بلا قيود ولا أخلاق ولا ضبط ولا تصعيد.. وكانت الحمأة الدنسة التي تردت فيها البشرية، وكان السعار الجنسي المجنون الذي لا يشبع ولا يرتوي ولا يفيق ...
وأخيرا أفرغت الأخلاق ذاتها من مضمونها حين قيل إنه ليس لها وجود ذاتي، إنما هي انعكاس للأوضاع المادية والاقتصادية، أو إنها من صنع العقل الجمعي وإنها تتغير على الدوام ولا تثبت على حال!
وسقط "الإنسان" بسقوط الأخلاق!