يحتاج إليها الناس حقا في حياتهم النظيفة المستقيمة.

4- وأخيرا الاحتكار ...

والنتيجة الأخيرة التي تحققها الرأسمالية العلمانية من طرفيها المتمثلين في أصحاب رءوس الأموال والعمال، هي الفساد الخلقي الفاحش، والقلق العصبي الذي يؤدي إلى الانتحار والجنون والخمر والمخدرات والجريمة وتفكك الأسرة وتشريد الأطفال والهبوط المستمر بالإنسان إلى عالم الآلة وعالم الحيوان ...

أما الشيوعية فربما كانت أسوأ بديل عرفته البشرية إلى اليوم ...

حقيقة إن الشيوعية هي النظام الجاهلي الوحيد -حتى اليوم- الذي فرض على الدولة كفالة كل فرد يعيش في ظلها، ولكن ذلك -كما أسلفنا- لم يكن كرما إنسانيا منها، فهي تأخذ مقابل ذلك جهد الفرد كله، و"من لا يعمل لا يأكل" على الحقيقة لا على المجاز، ثم إن الدولة تستذل الناس بلقمة الخبز على نحو غير مسبوق في كل النظم التي مرت بها الجاهلية البشرية على الأقل في التاريخ الحديث.

وربما كان من الحق أن الناس كانوا دائما في جاهليات التاريخ مستذلين بلقمة الخبز، يبيعون مقابلها بعض كرامتهم أو كلها، وبعض إنسانيتهم أو كلها.. ولكن النظام البوليسي الصارم الذي يحكم الناس بالحديد والنار والتجسس، ويمنع الناس بالرعب والإرهاب أن يفتحوا أفواههم بكلمة نقد واحدة ضد الدولة أو الزعيم المقدس أو المذهب أو النظام ... إنه ليفرض على الناس -مقابل لقمة الخبز- قدرا من الذل ومن ضياع الكرامة الإنسانية لا مثيل له -في نوعه ودرجته- في كل النظم التي تزعم أنها "حضارية" على مدار التاريخ!

وهذا فوق التفرقة الضخمة في كل جانب من جوانب الحياة بين أن يكون الإنسان مجرد فرد في القطيع وبين أن يكون عضوا في الحزب ولو في أسفل درجاته فضلا على الدرجات العليا.

يقول "ميليوفان دجيلاس" نائب الرئيس "تيتو" في كتاب" الطبقة الجديدة":

"إن الطبقة البيروقراطية الشيوعية الجديدة صاحبة الامتيازات الضخمة تستخدم جهاز الدولة كستار وأداة لتحقيق مآربها وأغراضها الخاصة ... وإذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015