"وكان الجواب بالإمكان، ذلك أن المطلوب إنما هو تطبيق العقل على الأساليب التي يستخدمها الناس كيما يعيشوا "في الأصل: كيما يعيشون" معا وراح الكثيرون يصوغون الخطط والمشروعات التي تكفل قيام الحياة المثالية أو اليوتوبيا".

"وصار لزاما على الذين نبذوا الإيمان بالله كلية أن يبحثوا عن بديل لذلك ووجدوه في الطبيعة.. أما الذي ظلوا على استمساكهم بالدين ولو باللسان -وإن لم يكن في الواقع كما هو أغلبهم- فقد اعتقدوا أن الله يعبر عن إرادته عن طريق الطبيعة وقوانينها وليس بوسيلة مباشرة، وبذلك لم تعد الطبيعة مجرد شيء له وجود فحسب، وإنما هو شيء ينبغي أن يطاع، وصارت مخالفتها دليلا على نقص في التقوى والأخلاق".

ويقول راندال في كتاب "تكوين العقل الحديث" "ج1، ص468 من الترجمة العربية" عن الفترة التالية التي تم فيها الانسلاخ من القيم كلها بعد فقدان معينها الحقيقي وهو الدين:

"هكذا كان العلم "يقصد علم الاقتصاد السياسي" يبدو في الظاهر محاولة مجردة عن المصلحة، للوصول إلى فيزياء اجتماعية للثورة، لكنه كان في الحقيقة تبريرا منظما للمطالب التي تهدف إلى زيادة حرية جمع المال وتستعين بالعلوم الجديدة البشرية والطبيعية".

ويقول "روبرت داونز" في كتاب "كتب غيرت وجه العالم" "ترجمة أحمد صادق وزميله، ص73 من الترجمة العربية":

"النظرية الأساسية في كتاب ثروة الأمم1 نظرية ذات نزعة مكيافللية، وهي أن العامل الأول في نشاط الإنسان هو المصلحة الشخصية، وأن العمل على جمع الثروة ما هو إلا مظهر من مظاهرها، وبذلك قرر أن الأنانية والمصلحة الشخصية تكمن وراء كل نشاط للجنس البشري. وصارح الناس باعتقاده أنها ليست صفات ممقوته يجب الابتعاد عنها، وإنما هي على العكس عوامل تحمل الخير إلى المجتمع برمته، وفي رأيه أنه إذا أريد توفير الرفاهية للأمة فلا بد من ترك كل فرد يستغل أقصى إمكانياته لتحسين مركزه بشكل ثابت منظم دون تقيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015