الطغيان السياسي

د- الطغيان السياسي:

زعمت الكنيسة أن المسيح عليه السلام قد أعطى قيصر وحكمه شرعية الوجود، حين وضعت على لسانه هذه الكلمات: "إذن أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وفسرتها -عمليا- بترك القانون الروماني يحكم العالم المسيحي بدلًا من شريعة الله.

ورغم أن هذا تفسير خاطئ لدين الله المنزل على عيسى ابن مريم رسول الله، فقد كان مقتضاه -المنطقي- أن تتفرغ الكنيسة لشئون الآخرة وشئون الروح، وتترك قيصر يحكم عالم الأرض وعالم الأبدان.

ولكنها لم تكن في شيء من سلوكها العملي منطقية مع الذي تقوله بأفواهها أو تعلنه من مبادئها. فقد ادعت لنفسها سلطة دنيوية "أو زمنية Temporal كما يسمونها في التاريخ الأوروبي" نازعت بها الأباطرة والملوك وأخضعتهم لسلطانها.

ونحن المسلمين لا ننكر -من حيث المبدأ- أن يكون لمن يقوم على أمر الدين في الأرض سلطان على الأباطرة والملوك، وإن كنا لا نعرف -في الإسلام- شيئًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015