يكتبها الناس قبل موتهم. فقد فرضت الكنيسة على الناس ألا يكتبوا وصاياهم إلا على يد القسيس! وما دام القسيس حاضرًا وقت كتابة الوصية فقد أصبح الواجب -من باب "المجاملة" على الأقل- أن يهب الوصي شيئًا من ماله للكنيسة حتى لا يكون مجافيًا للذوق! أو حتى يتحاشى ما هو أخطر من ذلك: غضب الأرباب المؤدي إلى غضب رب الأرباب!!
أما السخرة فقد كانت الكنيسة تفرضها على رعاياها بالعمل يومًا واحدًا في الأسبوع بالمجان في أراضي الكنيسة الواسعة. فيعمل التعساء ستة أيام في الأسبوع ليجدوا خبز الكفاف لهم ولأسرهم، ثم يعملون اليوم السابع -يوم الراحة- سخرة في أراضي الكنيسة لكي توفر الأخيرة أجور العمال التي كان المفروض أن تدفعها لقاء زراعة إقطاعياتها الواسعة وجني حاصلاتها وتزداد بذلك اكتنازًا وضراوة في طلب المزيد من المال!
لقد كان من السهل على الكنيسة أن تمارس ذلك الطغيان المالي وهي تملك ذلك النفوذ الطاغي على أرواح الناس وعقولهم. فما هي إلا أن تصدر الأمر فيطيع العبيد صاغرين!