لم تعرف أوروبا قط دين الله المنزل على حقيقته الربانية.
إنما عرفت صورة محرفة من صنع الكنيسة الأوروبية لا صلة لها بالأصل المنزل، الذي أرسل المسيح ليبلغه لبني إسرائيل: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} 1.
وإذا استثنينا أفرادا قلائل، متناثرين على طول التاريخ المسيحي من بعثة عيسى عليه السلام إلى بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فإن الجماهير الأوروبية ظلت تستقي دينها من رجال الدين من البابوات والكرادلة، ومن المجامع المقدسة وشراح الأناجيل المحرفة، وتعتبرهم مرجعا لا يرقى إليه الشك ولا يجوز أن يناقش! فاتخذوهم -على الحقيقة لا على المجاز- أربابا من دون الله.
{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} 2.