التفسير الإسلامي للتاريخ:

ليس هنا في الحقيقة مجال الحديث المفصل عن التفسير الإسلامي للتاريخ فذلك موضوع يحتاج إلى بحث مستقل تبسط فيه الفكرة، وتؤخذ لها النماذج من التاريخ البشري في شتى عهوده وشتى أحوال البشر فيه.

ولكنه يحسن بنا ونحن بصدد الحديث عن التفسير الجاهلي للتاريخ عرضا ومناقشة أن نلم على الأقل بالخطوط العريضة للتفسير الإسلامي؛ لأنه يكاد يكون الوجه المقابل لذلك التفسير في كثير من الأسس التي يقوم عليها.

وأحسب أننا ألمحنا إلى بعض هذه الخطوط في أثناء مناقشة التفسير المادي، فالآن نحاول تجميع هذه الخطوط في عرض سريع، وحسبنا في هذا المقام أن نشير إلى الأسس العامة دون تفصيل.

من البديهيات أن التفسير الإسلامي للتاريخ يتعامل مع الإنسان ابتداء على أنه إنسان، لا مادة ولا حيوان، وأن التاريخ هو تاريخ الإنسان. أي: إن العنصر الفعال فيه هو الإنسان ... الإنسان بمجموعه لا جانب واحد منه، فقد كتب الإنسان هذا التاريخ بكل جوانبه مجتمعة -سواء في حالات الهدى أو حالات الضلال، كتبه بروحه وجسمه وعقله, كتبه باقتصادياته واجتماعياته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015