سواها! وليس المفروض في العقيدة الصحيحة أن تحتوي على أسرار مغلفة لا يعرف حقيقتها إلا فئة معينة من الناس محدودة العدد محدودة الذوات! إنما كان يحدث هذا في الديانات الوثنية السالفة، حيث الأوهام بديل من الحق، وحيث الأسرار تحيط بالأوهام، ليظل الناس خاضعين لها لا يفيقون من سحرها، ولا يتمردون على كهنتها الذين في أيديهم -وحدهم- وصل القلوب بالأسرار، بطريقة خفية لا تدركها الأفهام ولا الأبصار!
وإذ كانت مسيحية الكنيسة في حقيقتها دينا من صنع الكنيسة، أو من صنع بولس الذي قدمها لأوروبا فقد احتوت شيئا من طبيعة تلك الديانات الوثنية التي وضعها البشر من قبل، فتضمنت تلك الأسرار التي لا يملك مفتاحها إلا أصحاب القداسة العليا.. أو هكذا يقولون للناس! فما يملك مفتاحها أحد في الحقيقة؛ لأنها وهم لا وجود له على الإطلاق؟
ومارست الكنيسة طغيانها الروحي كاملا في هذا الجانب، فقالت للناس: لن تؤمنوا بالله حتى تؤمنوا بتلك الأسرار.. ثم قالت لهم إن مفتاح تلك الأسرار عندنا نحن ولن نعطيه إلا لمن نختار!!