الذي أثار النزعة الإلحادية الساذجة غير الماركسية- يثار كما أثير سابقا, لقد أصبح الله كما قال لابلاس: فرضية لا نفع فيها.
"ولا شك في أن فكرة الله والعواطف الدينية موجودة، وهي تتطلب تفسيرا، وبدلا من القول بأن الإنسان كائن "إلهي" يجمع في ذاته العنصر الطبيعي"1 والعنصر الإلهي، كما يجمع عنصر الموت والخلود في هذه الحياة وفي الحياة الأخرى, يجب القول بأن "الله" و"الديانة" هما ظاهرتان إنسانيتان؛ لأن العنصر الإلهي هو من إبداع الإنسان وليس الإنسان هو من إبداع الله.
ويقول ماركس في كتاب "بؤس الفلسفة" "ترجمة أندريه يازجي، طبع دار اليقظة العربية بسوريا ومكتبة الحياة بلبنان ص123, 124 من الترجمة العربية":
"إن العزة الإلهية والهدف الإلهي هي الكلمة الكبيرة المستعملة اليوم لتشرح حركة التاريخ، والواقع أن هذه الكلمة لا تشرح شيئا".
ويقول إنجلز في كتابه "لود فيج فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية" "إصدار دار التقدم بموسكو ص16 من الترجمة العربية":
"فالطبيعة توجد مستقلة عن كل فلسفة فهي الأساس الذي نمونا عليه، نحن الناس نتاجها أيضا. وخارج الطبيعة والإنسان لا يوجد شيء، أما الكائنات العلوية التي ولدت في مخيلتنا الدينية فليست سوى انعكاس خيالي لوجودنا نحن".
تكفينا هذه النصوص2 لبيان الفكرة.
فواضح منها أنهم يعتبرون المادة هي الأصل الذي انبثقت منه كل الكائنات، الحية منها وغير الحية، بما في ذلك الإنسان، وأنها جميعا قد انبثقت عنها بطريق الخلق.
أي: إن المادة هي الخالق الذي أنشأ الحياة وأنشأ الإنسان، وأنشأ كل ما يحتوي عليه عالم الإنسان من أفكار ومشاعر.
أما المادة ذاتها فلم تخلق، إنما كانت دائما موجودة وستظل دائما موجودة.
أي: إنها أزلية أبدية، موجودة بذاتها ومنشئة لغيرها.
وأما الله -الأزلي الأبدي الخالق البارئ المصور المريد الفعال لما يريد- فهو عندهم خرافة ابتدعها خيال الإنسان، والحقيقة الوحيدة هي المادة، والوحدة التي تجمع الكون هي ماديته.