الشيوعية

مدخل

...

تمهيد:

ليست الشيوعية مذهبا اقتصاديا بحتا كما يتبادر إلى ذهن كثير من الناس حين يسمعون لفظة الشيوعية، وإن كان لها ولا شك مذهب اقتصادي محدد متميز، إنما هي تصور شامل للكون والحياة والإنسان ولقضية الألوهية كذلك، وعن هذا التصور الشامل ينبثق المذهب الاقتصادي، ثم إنها من جهة أخرى مذهب اقتصادي واجتماعي وسياسي وفكري مترابط متشابك لا يمكن فصل بعضه عن بعض.

ومن ثم فلا يمكن عزل المذهب الاقتصادي وحده بعيدا عن التصور الشامل الذي ينبثق عنه، أو بعيدا عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية والفكرية المصاحبة له.

وسواء كان التصور الذي تنبثق عنه هذه الأوضاع جميعا سليما في ذاته أو غير سليم..

وسواء كان الوضع الاقتصادي وحده هو الأصل الأصيل والأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية المصاحبة له مجرد انعكاس له كما تقول النظرية الشيوعية، أم كانت الأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية أصيلة في صدورها عن التصور الشامل كأصالة الوضع الاقتصادي كما نزعم نحن..

ففي جميع الحالات لا يمكن فصل المذهب الاقتصادي وحده، وعزله عن التصور الشامل الذي انبثق عنه، ولا عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية والفكرية المصاحبة له، كما أنه لا يمكن تركيبه على تصور آخر، ولا على أوضاع سياسية واجتماعية وفكرية مغايرة، وليس هذا خاصا بالشيوعية إنما هو من طبيعة كل تصور, وكل أوضاع ناشئة عن ذلك التصور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015