to play with وكانت كلمة صادقة من ذلك الداهية الساخر المتغطرس الخبيث.
ولست أقول إن النظم الطغيانية التي حلت محل تلك الديمقراطيات المزيفة هي خير منها! كلا! وألف مرة كلا! فالطغيان الذي يعتقل عشرات الألوف ويعذبهم أبشع تعذيب عرفته البشرية، ويقتل منهم من يقتل في محاكمات صورية أو داخل الأسوار بالتعذيب، هو شر خالص لا خير فيه.
ولكني أقول فقط إن البديل ليس هو الديمقراطية إنما هو الإسلام!
فإذا كانت العودة إلى الإسلام اليوم تحتاج إلى جهاد طويل وتضحيات، وإلى تربية جادة على حقائق الإسلام, فإن الديمقراطية كذلك! إنها لن تعطي ثمارها -في الجانب الخير منها- إلا بجهاد وتضحيات، وتربية جادة تربي جيلا من الناس يحرص على حريات الديمقراطية وضماناتها، ويأبى أن تزيف إرادته التزييف الغليظ الذي كان يحدث باسم الديمقراطية في بلادنا، وإلا فستظل لعبة يتلهى بها الناس كما قال ذلك الخبيث.
فإذا كان لا بد من التربية في الحالتين, ولا بد من الجهاد والتضحيات في الحالتين، أفليس الأولى أن يكون الجهد في سبيل الخير الحقيقي، الخير الذي لا يعود على المسلمين وحدهم إنما يعود على البشرية جمعاء، وهو خير الدنيا والآخرة في ذات الوقت؟!
ولقائل أن يقول، إن التاريخ السياسي الإسلامي مليء بالمظالم، وهو يحمل اسم الإسلام.
ونقول نعم! إن هذا صحيح!
ولكن ما سببه على وجه التحديد؟!
ظلم من الحكام.. نعم ... ولكن أين كانت الأمة الإسلامية؟ ولماذا سكتت على الظلم، ولم تأطر حكامها على الحق أطرا كما أمرها زعيمها وقائدها صلى الله عليه وسلم؟
إنها استنامت للظلم تفريطا في حقوقها وواجباتها التي قررها الإسلام..
أفلو كانت الديمقراطية هي الحاكمة بدلا من الإسلام كان المفرطون لا يفرطون؟!
وهل الأمة التي ضيعت الإسلام كانت ستحافظ على الديمقراطية؟!