التوفيق بين الطبقتين المتصارعتين في المجتمع الرأسمالي وهما: طبقة العمال "أي: الشعب" وطبقة الرأسماليين، قامت بجهد متواصل حتى قررت حق العمل من حيث المبدأ وجعلت الدولة ترضى بتحمل مسئوليتها في هذا الشأن.

وحين نقول "الديمقراطية" فنحن نقصد في الواقع كفاح الطبقة المظلومة المضغوطة للحصول على حقوقها, ولا نقصد أن الديمقراطية من ذات نفسها تمنح الحقوق للراغبين. وإلا فإن النظام البرلماني في ذاته -وهو أداة الحكم في الديمقراطيات- لم يتسع لحقوق الفقراء إلا تحت القهر والضغط, فإذا كانت هذه الحقوق قد أصبحت اليوم سمة من سمات الديمقراطية؛ فليس لأن الديقراطية ولدت على هذه الصورة، أو أنها يمكن أن توجد تلقائيا في أي بلد على هذه الصورة, ولكن لأن صراعا حادا نشب، هو الذي أعطى الأوضاع صورتها الراهنة، ولو لم يقع ذلك الصراع لبقيت الديمقراطية كما كانت حكما صرفا للأغنياء دون الفقراء!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015