من مظاهر الولاء للكفار:

ولئن كانت كل صور المودة والولاء للكفار بتلك المثابة من التحريم، ولئن كانت ولايتهم تعني التناصر معهم والتحالف بكل صوره وأشكاله، فإن ذلك يتخذ في عصرنا الحاضر صورا شتى، نجد لها أمثلة في أولئك القوم الذين هم من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ويزعمون أنهم على ديننا ... ولكنهم صنيعة من صنائع الكفار، صنعهم المستعمر الكافر على عينه، ورباهم تربية غربية خالصة -في التفكير والسلوك- فكانوا أنموذجا لطليعة التغريب وأمثلة للغزو الفكري، وأداة للتقريب بين المستعمر الغربي والمسلمين؛ لتمييع موقف المفاصلة وكسر الحاجز النفسي بين المسلمين والكفار، وإضعاف عقيدة الولاء والبراء في نفوس المسلمين حتى تسهل السيطرة عليهم، وحتى يتم القضاء على منابع العزة ومصادر القوة في نفوسهم1.

ونجد هذا الذي أشرنا إليه في مجالات كثيرة، نجده في مجالات التربية والتعليم عند أولئك النفر الذين يريدون لهذه الأمة أن تخضع لمناهج الغرب الحديثة في التربية والثقافة2.

وتجده في وسائل الإعلام المتنوعة -مسموعة ومرئية ومقروءة- التي تسبح بحمد الحضارة الغربية وتمجدها، وتمجد أهلها ودعاتها3. وتجده في النشاط المحموم لترجمة أفكار الغرب ونقلها إلينا بغثها وسمينها، وفي نشر أفكار المستشرقين والاعتماد على كتبهم ومناهجهم، بل والتلقي عنهم واعتناق أفكارهم وترويج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015