بالمسلمين في كل مكان على وجه الأرض، وأنهم وراء كل محاولة لسحق الحركات الإسلامية في كل مكان، بأشخاصهم وذواتهم، أو عن طريق عملائهم وصنائعهم.. وهم أصحاب الدَّوْر الخبيث في تكوين الفرق الضالة المنحرفة عن الإسلام والدعوة لها.... وهم هم أصحاب العدوان الأثيم على ديار المسلمين المقدسة التي بارك الله تعالى حولها ... ولو رحنا نستقصي الأمثلة والشواهد على ذلك لاستغرق هذا مجلدات، وخرج بنا عما أردناه في هذا المدخل1.
ترى: هل يتنبَّه الغافلون والمخدوعون؟ وهل يسكت الأدعياء المأجورون؟
وهل يرعوِي المضللون فيكفّون عن التزوير والتزييف في التاريخ, وعن الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وللأمانة وللرسالة؟
ذلكم هو شأن اليهود، أما إخوانهم في الضلال والغي، وأولياؤهم في الكفر "النصارى", فإن موقفهم لا يقل إصرارا على العدوان والحرب من موقف اليهود؛ فما إن ظهر الإسلام حتى تناسى الرومان النصارى عداواتهم مع الفرس وعادوا إلى أضاليلهم ليواجهوا المسلمين مواجهة عنيفة شديدة.
فالنصارى أصحاب العداوات والحروب للإسلام منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ غزوة مؤتة، ومن ثم كانت الحملات والهجمات الصليبية على ديار المسلمين.. وكانت الخيانة والتجسس على بلاد المسلمين والتعاون مع التتار الوثنيين، ومكاتبة قوات الاحتلال الصليبي والتعاون معها، ويكفي أن نذكر ما حدث في بلاد المسلمين على أيدي هؤلاء النصارى ... في زنجبار, وفي الحبشة، وفي الفلبين، وفي قبرص، وفي لبنان، وفي أوغندا، وفي البوسنة والهرسك أخيرا ... يكفي أن نذكر ذلك؛ لنعلم مدى العداوة للإسلام والمسلمين, ومدى الكيد والتآمر والحقد.
واليوم -كذلك- يتعاون أهل الكتاب مع الملحدين في المعسكر الشيوعي ليواجهوا الإسلام والمسملين، وليضربوا كل حركة إسلامية صادقة. فهم يتناسون كل خلاف يمكن أن يقوم بينهم إذا ما واجهوا الإسلام والمسلمين، فهم دائما "بعضهم أولياء بعض"، وهم متعاونون ضدنا، متآمرون علينا، فلا يزال هذا هو موقفهم في الماضي وفي الحاضر، ففي الماضي: تعاونهم مع التتار الوثنيين، وفي الحاضر تعاونهم مع الملحدين. فقد نشرت مجلة "الشئون الخارجية" سنة 1985 "FORصلى الله عليه وسلمING صلى الله عليه وسلمFFصلى الله عليه وسلمIRS" مقالا خطيرا كتبه ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق, جاء فيه:
"russia and america should join hands to fight the rising tide of islamic fundamentalism".
"وترجمة هذه العبارة: روسيا وأمريكا يجب أن تعقدا تعاونا حاسما لضرب الصحوة الإسلامية"1.
والأمثلة بعد ذلك كثيرة كثيرة, تعزّ على الحصر2.