كتاب آفات اللسان

آفاته كثيرة ومتنوعة، ولها في القلب حلاوة، ولها بواعث من الطبع، ولا نجاة من خطرها إلا بالصمت، فلنذكر أولاً فضيلة الصمت، ثم نتبعه الآفات مفصلة إن شاء الله تعالى.

اعلم: أن الصمت يجمع الهمة ويفرغ الفكر.

وفى الحديث، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من يضمن لى ما بين لحييه، وما بين رجليه أضمن له الجنة".

وفى حديث آخر: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" (?).

وفى حديث معاذ في آخره: "كف عليك هذا" فقلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم، ألا حصائد ألسنتهم؟ ".

وفى حديث آخر: "من كف لسانه ستر الله عورته" (?). وقال ابن مسعود: ما شيء أحوج إلى طول سجن من لساني.

وقال أبو الدرداء: أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعلت لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم به.

وقال مخلد بن الحسين: ما تكلمت منذ خمسين سنة بكلمة أريد أن أعتذر منها.

1 ـ ذكر آفات الكلام:

الآفة الأولى: الكلام فيما لا يعنى.

واعلم: أن من عرف قدر زمانه، وأنه رأس ماله، لم ينفقه إلا في فائدة، وهذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015