وأما آيات الله في أرضه، ففى مشاهدتها فوائد للمستبصر:

ففيها قطع متجاورات، وفيها الجبال والبرارى والقفار والبحار، وأنواع الحيوان والنبات، وما من شئ إلا وهو شاهد لله بالوحدانية، ومسبح بلسان ذلق لا يدركه إلا من ألقى السمع وهو شهيد.

وإنما نعني بالسمع: سمع الباطن، فبه يدرك نطق لسان الحال، وما من ذرة في السماوات والأرض إلا ولها أنواع شاهدات لله سبحانه بالوحدانية.

وقد ذكرنا أن فوائد السفر الهرب من الولاية والجاه وكثرة العلائق، لأن الدين لا يتم إلا بقلب فارغ عن غير الله، ولا يتصور فراغ القلب في الدنيا عن مهمات الدنيا والحاجات الضرورية، ولكن يتصور تخفيفها وتقليلها، وقد نجا المخفون وهلك المثقلون، والمخف الذي ليست الدنيا أكبر همه.

1 ـ فصل [في السفر المباح]

ومن أقسام السفر أن يكون مباحاً، كسفر التفرج والتنزه، فأما السياحة في الأرض لا لمقصود، ولا إلى مكان معروف، فإنه منهى عنه.

فقد روينا من حديث طاووس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا رهبانية، ولا تبتل، ولا سياحة في الإسلام" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015