المصري، وعز الدِّين بليق اللُّبناني، والشيخ محمد الغزالي (?)، وغيرهم ممَّن ابتُلِيَت بهِم الأمَّة في العصر الحاضر بإنكار الأحاديث الصحيحة بأهوائهم، وبَلْبَلوا أفكار بعض المسلمين بشُبُهاتِهم.
وقريبٌ من هؤلاء بعض المشتَغِلين بهذا العلم؛ إلا أنهم لغَلَبَة التعصُّب المذهبي عليهم، وتمكُّن الأهواء منهم؛ فإنَّهم في كثير من الأحيان يضعِّفون الأحاديثَ الصحيحة؛ كالشيخ الكوثري، وعبد الله الغُماري، وأخيه الشيخ أحمد، والشيخ إسماعيل الأنصاري، ومَن شاء الاطِّلاع على شيء من ذلك؛ فليرجِعْ إلى مقدِّمَتي على "شرح الطحاوية"، ومقدِّمتي لكتاب "آداب الزِّفاف في السنة المطهَّرة" وغيرها؛ يجد العجب العُجاب.
واللهُ تَعالى هو المُستعان والمسؤول أن يحفظ السنة من أيدي الجاهِلين
والعابِثين بها، والجاعِلين لها تَبَعاً للأهواء، وأن يُعَرِّفنا بقَدْر جُهُودِ سلف أئمَّتِنا في
خدمتها، الذين وضعوا لنا أُصولاً وقواعد لمعرفةِ صحيحِها من سقيمِها، مَن التزمها؛
كان على المَحَجَّةِ البيضاء، ومَن حادَ عنها؛ ضلَّ ضلالاً بَعيداً.
ورَحِمَ اللهُ الإمام البخاري، الذي كانَ لهُ السَّبْق في هذا المجال، فوضَعَ لنا كتابَه هذا "الصحيح"؛ مُنْقِياً إياه من الألوف المؤلَّفة من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجزاه