وبادر إلى استجابته أيضًا صديقة النساء خديجة رضي الله عنها. وبادر إلى الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان ابن ثمان سنين، وقيل: أكثر. إذ كان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذه من عمه.
شأن زيد بن حارثة وبادر زيد بن حارثة رضي الله عنه، حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان غلاما لخديجة، فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا تزوجها. «وقدم أبوه حارثة وعمه في فدائه، فقالا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه، تَفُكُّون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ابننا عبدِك. فأحسن لنا في فدائه. فقال صلى الله عليه وسلم: فهل غير ذلك؟ فقالوا: وما هو؟ قال: أدعوه فأخيره، فإن اختاركم فهو لكم. وإن اختارني: فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني" قالوا: قد زدتنا على النّصَف، وأحسنت. فدعاه. فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم أبي وعمي. قال: فأنا من قد علمت. وقد رأيت صحبتي لك. فاخترني، أو اخترهما. فقال: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا. أنت مني مكان أبي وعمي. فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية. وعلى أبيك وعمك، وأهل بيتك؟ قال: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئا، ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك خرج إلى الحِجْر. فقال: أشهدكم أن زيدا ابني، أرثه ويرثني فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما. فانصرفا. ودُعِيَ: زيد بن محمد، حتى جاء الله بالإسلام فنزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5] (?) » قال الزهري: ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد.