حوادث سنة أربع وعشرين ثم دخلت السنة الرابعة والعشرون:
فاستخلف فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه. لغرة هلال المحرم - أو لثلاث من المحرم - بعد دفن عمر بثلاثة أيام.
أسلم قديما. وكان من ذوي السابقة ومن ذوي الشرف والعلم. هاجر الهجرتين، وصلى القبلتين، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الابنتين. ولم ينكح ابنتي نبي من آدم إلى قيام الساعة غيره. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدمه ويستحي منه، ويقول: «ما لي لا أستحي ممن تستحي منه ملائكة السماء» .
وفي هذه السنة توفي سراقة بن مالك، وأم الفضل زوجة العباس وأم أيمن بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورضي الله عنهم.
حوادث سنة خمس وعشرين ثم دخلت السنة الخامسة والعشرون.
فتوفي فيها عبد الله بن أم مكتوم المؤذن، وعمير بن وهب بن خلف الجمحي الذي حزر المسلمين يوم بدر. ثم تعاهد هو وصفوان بن خلف الجمحي على اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب إلى المدينة بدعوى افتداء ابنه وهب الذي كان أسر يوم بدر. فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قص عليه رسول الله ما تعاهد هو وصفوان عليه. فشهد شهادة الحق وأسلم.
وفيها توفي عروة بن حزام العاشق.