ليال بقين من ذي الحجة. ودفن يوم الأحد هلال المحرم سنة أربع وعشرين.
ولما رجع من الحج في آخرها قام خطيبا. فقال: " إني رأيت كأن ديكا أحمر نقرني نقرتين أو ثلاثا، ولا أرى في ذلك إلا حضور أجلي ".
ثم خرج إلى السوق فلقيه أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة. وكان صانعا يعمل الأرحاء. فقال له: ألا تكلم مولاي يضع عني من خراجي؟ قال: وكم خراجك؟ قال: دينار قال إنك لعامل محسن، فقال: وسع الناس عدلك وضاق بي، وأضمر قتل عمر. فاصطنع له خنجرا ذا حدين وشحذه وسمه. ثم أتى به الهرمزان. فقال كيف ترى هذا؟ قال أرى أنك لا تضرب به أحدا إلا قتله.
فلما كبر عمر رضي الله عنه في صلاة الصبح طعنه ثلاث طعنات. وقصة مقتله في الصحيحين.
وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال أو خمس، وبموته انفتح باب الفتنة إلى اليوم.
وقال عبد الله بن سلام لعمر رضي الله عنهما: إني أرى في التوراة: أنك باب من أبواب جهنم، قال: فسر لي قال: أنت باب من أبوابها مغلقا، لئلا يقتحمها الناس فإذا مت انفتح.
وفتح الله على يديه من بلاد الكفار ألفا وستة وثلاثين مدينة، وخرب أربعة آلاف بيعة وكنيسة، وبنى أربعة آلاف مسجد، ودون الدواوين، ومصر الأمصار ووضع الخراج وأرخ التاريخ.
وله الفضائل المشهورة والسوابق المأثورة. رحمه الله ورضي عنه.