فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة وارتدوا. فدعاهم حذيفة إلى التوبة. فأبوا. وجعلوا يرتجزون:
لقد أتانا خبر ردي ... أمست قريش كلها نبي
ظلم لعمر الله عبقري
فكتب حذيفة إلى أبي بكر بأمرهم. فاغتاظ غيظا شديدا، وقال " من لهؤلاء؟ ويل لهم ".
ثم بعث إليهم عكرمة بن أبي جهل - وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد استعمله على سفلي بني عامر بن صعصعة مصدقا - فلما بلغته وفاة النبي صلى الله عليه وسلم انحاز إلى تبالة في أناس من العرب، ثبتوا على الإسلام. وكان مقيما بتبالة في أرض كعب بن ربيعة.
فجاءه كتاب أبي بكر: " سر فيمن قبلك من المسلمين إلى أهل دبا ".
فسار عكرمة في نحو ألفين من المسلمين. وكان رأس أهل الردة: لقيط بن مالك الأزدي فلما بلغه مسير عكرمة، بعث ألف رجل من الأزد يلقونه. وبلغ عكرمة: أنهم جموع كثيرة. فبعث طليعة. وكان للعدو أيضا طليعة. فالتقت الطليعتان. فتناوشوا ساعة ثم انكشف أصحاب لقيط. وقتل منهم نحو مائة رجل. وبعث أصحاب عكرمة فارسا بخبره. فأسرع عكرمة حتى لحق طليعته. ثم زحفوا جميعا. وسار على تعبئة حتى أدرك القوم. فاقتتلوا ساعة. ثم هزمهم عكرمة، وأكثر فيهم القتل. ورجع فلهم إلى لقيط بن مالك، فأخبروه أن عكرمة مقبل.