الفريقين والجارود بن المعلى بالخط (?) يبعث البعوث إلى العلاء.
وبعث مخارق الحطم بن شريح (?) - أحد بني قيس بن ثعلبة - مرزبان الخط يستمده فأمده بالأساورة. فنزل الحطم ردم القداح - وكان حلف أن لا يشرب الخمر حتى يرى هجرا - وأخذ المرزبان الجارود رهينة عنده.
وسار الحطم وأبجر العجلي حتى حصروا العلاء بجواثا. فقال عبد الله بن حذف، وكان من صالحي المسلمين:
ألا أبلغ أبا بكر رسولا ... وسكان المدينة أجمعينا
فهل لكمو إلى نفر يسير ... قعود في جواثا محصرينا
كأن دماءهم في كل فج ... شعاع الشمس يغشى الناظرينا
توكلنا على الرحمن إنا ... وجدنا النصر للمتوكلينا
فمكثوا على ذلك محصورين فسمع العلاء وأصحابه ذات ليلة لغطا في العسكر فقالوا: لو علمنا أمرهم؟ فقال عبد الله بن حذف: أنا أعلم لكم علمهم فدلوه بحبل. فأقبل حتى يدخل على أبجر العجلي - وأمه منهم - قال ما جاء بك؟ لا أنعم الله بك عينا.
قال جاء بي الضر والجوع وأردت اللحاق بأهلي، فزودني. فقال أفعل على أني أظنك والله غير ذلك. بئس ابن الأخت أنت سائر الليلة. فزوده وأعطاه نعلين. وأخرجه من العسكر وخرج حتى برز. فمضى كأنه لا يريد الحصن حتى أبعد. ثم عطف. فأخذ بالحبل فصعد.