ألستم تعلمون ما كنت عليه من النصرانية؟ وإني لم آتكم قط إلا بخير وإن الله تعالى بعث نبيه ونعى له نفسه فقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] (?) وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144]- الآية (?) .
وفي لفظ أنه قال: ما شهادتكم على موسى؟ قالوا: نشهد أنه رسول الله. قال: فما شهادتكم على عيسى؟ قالوا: نشهد أنه رسول الله قال وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. عاش كما عاشوا، ومات كما ماتوا. وأتحمل شهادة من أبى أن يشهد على ذلك منكم. فلم يرتد من عبد القيس أحد.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل أبان بن سعيد على البحرين. وعزل العلاء ابن الحضرمي. فقال: أبلغوني مأمني فأشهد أمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحيا بحياتهم وأموت بموتهم.
فقالوا: لا تفعل فأنت أعز الناس علينا، وهذا علينا وعليك فيه مقالة يقال: فر من القتال. فأبى. وانطلق في ثلاثمائة رجل يبلغونه المدينة.
فقال له أبو بكر رضي الله عنه: ألا ثبت مع قوم لم يبدلوا ولم يرتدوا؟ .
فقال: ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فدعا أبو بكر العلاء بن الحضرمي. فبعثه إلى البحرين في ستة عشر راكبا، وقال امض فإن أمامك عبد القيس فسار. ومر بثمامة بن أثال فأمده برجال من قومه بني سحيم ثم لحق به.
فنزل العلاء بحصن يقال له جواثا، وكان مخارق قد نزل بمن معه من بكر ابن وائل حصن المشقر - حصن عظيم لعبد القيس - فسار إليهم العلاء، فيمن اجتمع إليه. فقاتلهم قتالا شديدا، حتى كثر القتلى في