لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أحلى من أصواتنا. فلما فرغ القوم أسلموا، وجوزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم.
وفد طيئ - وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد طيئ، فيهم زيد الخيل - وهو سيدهم - فعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم.
قال ابن إسحاق: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما حدثني من لا أتهم من رجال طيئ - «ما ذكر لي رجل من العرب بفضل، ثم جاءني، إلا رأيته دون ما يقال فيه، إلا زيد الخيل. فأنه لم يبلغ كل ما فيه» .
ثم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم " زيد الخير " وأقطعه " فيدا " وأرضين معه، وكتب له بذلك كتابا. فخرج من عنده راجعا إلى قومه، فلما انتهى إلى ماء من مياه نجد - يقال له " فردة " - أصابته الحمى بها فمات. فعمدت امرأته إلى ما كان معه من الكتب التي أقطع له بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحرقتها بالنار.
وفد عبد القيس وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الجارود العبدي في وفد عبد القيس، وكان نصرانيا، فقال: يا رسول الله، إني على ديني. وإني تارك ديني لدينك، فتضمن لي بما فيه؟ قال: " نعم. أنا ضامن لذلك، إن الذي أدعوك إليه خير من الذي كنت عليه " فأسلم وأسلم أصحابه. فكان حسن الإسلام صلبا في دينه، حتى هلك، وقد أدرك الردة. وكان في الوفد " الأشج " الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم