هذه؟ قال: لا أحد. ثم نزل فأمر بفرسه فأسرج له، وركب معه نفر من أهل بيته. فلما خرجوا، تلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته وقتلوا أخاه. وقدم به خالد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحقن له دمه. وصالحه على الجزية، ثم خلى سبيله. فرجع إلى قريته.
قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك بضع عشرة ليلة. ثم انصرف إلى المدينة. قال: وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي: أن ابن مسعود كان يحدث، قال: " قمت من جوف الليل، وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، فاتبعتها أنظر إليها. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر. وإذا عبد الله ذو البجادين - والبجاد الكساء الأسود - المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته، وأبو بكر وعمر، يدليانه إليه. وهو يقول: أدليا إلي أخاكما. فأدلياه إليه. فلما هيأه لشقه، قال: اللهم إني قد أمسيت راضيا عنه، فارض عنه " قال: يقول عبد الله بن مسعود: " يا ليتني كنت صاحب الحفرة ".
وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك، حتى كان بينه وبين المدينة ساعة. وكان أصحاب مسجد الضرار أتوه - وهو يتجهز إلى تبوك - فقالوا: «يا رسول الله، إنا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة، والليلة المطيرة. وإنا نحب أن تصلي فيه. فقال: " إني على جناح سفر، ولو قدمنا إن شاء الله لأتيناكم ".
فلما نزل بذي أوان، جاءه خبر المسجد من السماء فدعا مالك بن الدخشم ومعن بن عدي. فقال: " انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله،