أن يمن عليهم بالسبي والأموال، فقال: «إن معي من ترون، وإن أحب الحديث إلي أصدقه. فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم، أم أموالكم؟» ، فقالوا: ما كنا نعدل بالأحساب شيئا. فقال: «إذا صليت الغداة فقوموا، فقولوا: إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤمنين، وبالمؤمنين على رسول الله أن يرد إلينا سبينا» .
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة قاموا، فقالوا ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب: فهو لكم، وسأسأل لكم الناس» .
فقال المهاجرون والأنصار: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا. وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال العباس: وهنتموني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين. وقد استأنيت بسببهم، وقد خيرتهم، فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئا. فمن كان عنده شيء فطابت نفسه بأن يرده، فسبيل ذلك. ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرده عليهم، وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفيء الله علينا» فقال الناس: قد طيبنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «إنا لا نعرف من رضي منكم ممن لم يرض، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم. فردوا عليهم أبناءهم ونساءهم، وكسا النبي صلى الله عليه وسلم السبي قبطية قبطية» .