فاستأنى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقدموا موالين مسلمين، بضعة عشر ليلة. ثم بدأ بالأموال فقسمها: وأعطى المؤلفة قلوبهم أول الناس فأعطى أبا سفيان مائة من الإبل. وأربعين أوقية. وأعطى ابنه يزيد مثل ذلك. وأعطى ابنه معاوية مثل ذلك. وأعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل. ثم سأله مائة أخرى فأعطاه.
وذكر ابن إسحاق أصحاب المائة وأصحاب الخمسين.
ثم أمر زيد ثابت بإحصاء الغنائم والناس، ثم فضها على الناس.
قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجدت الأنصار في أنفسهم. حتى كثرت منهم القالة، حتى قال قائلهم: لقي والله رسول الله قومه. فدخل عليه سعد بن عبادة، فذكر له ذلك. فقال: " فأين أنت من ذلك يا سعد؟ " قال: يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي. قال: " فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة " فجاء رجال من المهاجرين. فتركهم فدخلوا. وجاء آخرون فردهم فلما اجتمعوا، أتاه سعد فأخبره. فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله. ثم قال: " يا معشر الأنصار، ما مقالة بلغتني عنكم؟ وجدة وجدتموها في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالا. فهداكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي وأعداء فألف الله بين قلوبكم بي» ؟ ".
قالوا الله ورسوله أمن وأفضل.
ثم قال: «ألا تجيبوني يا معشر الأنصار» ؟ ".