فأما ابن أبي سرح: فجاء فارا إلى عثمان. فاستأمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقبل منه، بعد أن أمسك عنه، رجاء أن يقوم إليه بعض أصحابه فيقتله.
وأما عكرمة: فاستأمنت له امرأته بعد أن هرب، وعادت به، فأسلم وحسن إسلامه.
وأما ابن خطل، ومقيس، والحارث، وإحدى القينتين: فقتلوا.
وأما هبار: ففر ثم جاء فأسلم. وحسن إسلامه.
واستؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لسارة، ولإحدى القينتين. فأسلمتا.
فلما كان الغد من يوم الفتح: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس خطيبا. فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: «أيها الناس، إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض. فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر: أن يسفك بها دما، أو يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له: إن الله أذن لرسوله. ولم يأذن لك. وإنما أحلت لي ساعة من نهار» .
«وهم فضالة بن عمير بن الملوح الليثي أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يطوف. فلما دنا منه، قال " أفضالة؟ " قال: نعم فضالة يا رسول الله، قال: " ماذا تحدث به نفسك؟ " قال: لا شيء. كنت أذكر الله، فضحك صلى الله عليه وسلم. ثم قال: " استغفر الله " ثم وضع يده على صدره، فسكن قلبه» . وكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه، قال فضالة: فرجعت إلى أهلي. فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها، فقالت: هلم إلى الحديث. فقال: لا. وانبعث فضالة يقول: