رسول في المهاجرين والأنصار. قال: ما لأحد بهؤلاء طاقة.
وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فلما مر بأبي سفيان، قال: اليوم يوم الملحمة. اليوم تستحل الحرمة. اليوم أذل الله قريشا. فذكره أبو سفيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال «كذب سعد. ولكن هذا اليوم يوم تعظم فيه الكعبة، اليوم أعز الله قريشا» ثم نزع اللواء من سعد. ودفعه إلى قيس ابنه.
ومضى أبو سفيان. فلما جاء قريشا صرخ بأعلى صوته. هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. قالوا: قاتلك الله، وما تغني عنا دارك؟ قال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن. ومن دخل المسجد فهو آمن.
فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل مكة من أعلاها، وأمر خالد بن الوليد فدخلها من أسفلها، وقال: «إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصدا، حتى توافوني على الصفا» . فما عرض لهم أحد إلا أناموه.
وتجمع سفهاء قريش عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، بالخندمة ليقاتلوا. وكان حماس بن قيس يعد سلاحا قبل مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت له امرأته: والله ما يقوم لمحمد وأصحابه شيء فقال: والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم، ثم قال:
إن يقبلوا اليوم فمالي علة ... هذا سلاح كامل وإله
وذو غرارين سريع السله