وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان. فأتى بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - فردها بيده. فكانت أحسن عينيه.
وصرخ الشيطان إن محمدا قد قتل فوقع ذلك في قلوب كثير من المسلمين فمر أنس بن النضر بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم فقالوا: قتل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - فقال ما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه. ثم استقبل الناس ولقي سعد بن معاذ، فقال يا سعد إني لأجد ريح الجنة من دون أحد. فقاتل حتى قتل. ووجد به سبعون جراحة.
وقتل وحشي الحبشي حمزة بن عبد المطلب -رضي اللَّه عنه-. رماه بحربة على طريقة الحبشة.
وأقبل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - نحو المسلمين. فكان أول من عرفه تحت المغفر كعب بن مالك. فصاح بأعلى صوته يا معشر المسلمين هذا رسول اللَّه فأشار إليه أن اسكت. فاجتمع إليه المسلمون. ونهضوا معه إلى الشعب الذي نزل فيه.
فلما أسندوا إلى الجبل أدركه أبي بن خلف على فرس له كان يزعم بمكة أنه يقتل عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - فلما اقترب منه طعنه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - في ترقوته فكر منهزما. فقال له المشركون ما بك من بأس. فقال واللَّه لو كان ما بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين. فمات بسرف.
وحانت الصلاة فصلى بهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - جالسا.