فقال له عبد الرحمن ابرك. فبرك وألقى عليه عبد الرحمن بنفسه. فضربوه بالسيوف من تحته حتى قتلوه. وأصاب بعض السيوف رجل عبد الرحمن. وكان أمية قد قال له قبل ذاك من المعلم في صدره بريش النعام؟ فقال له ذاك حمزة بن عبد المطلب. قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل.
وانقطع يومئذ سيف عكاشة بن محصن. فأعطاه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم - جذلا من حطب فلما أخذه وهزه عاد في يده سيفا طويلا فلم يزل يقاتل به حتى قتل يوم الردة. ولما انقضت الحرب أقبل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم - حتى وقف على القتلى. فقال: «بئس عشيرة النبي كنتم كذبتموني. وصدقني الناس. وخذلتموني ونصرني الناس. وأخرجتموني. وآواني الناس» .
ثم أمر بهم فسحبوا حتى ألقوا في القليب - قليب بدر - ثم وقف عليهم فقال يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا فلان ويا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فقال عمر يا رسول اللَّه ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال ما أنت بأسمع لما أقول منهم.
ثم ارتحل مؤيدا منصورا قرير العين معه الأسرى والمغانم.
فلما كان بالصفراء قسم الغنائم وضرب عنق النضر بن الحارث. ثم لما نزل بعرق الظبية ضرب عنق عقبة بن أبي معيط.
ثم دخل المدينة مؤيدا منصورا. قد خافه كل عدو له بالمدينة.